١٨٩٦
ملصق فرنسي يعلن عن عرض الفيلم الكوميدي "البستاني المبلل” ) 1895 ( عبر جهاز السينماتوغراف الذي اخترعه
في 5 نوفمبر ١٨٩٦ ، وفي منطقة بورصة طوسون باش بالإسكندرية، تحديداً ب"كافيه زافاني”، شاهد الجمهور باندهاش للمرة الأولى الصور وهي تتحرك، وذلك بعد عام واحد من عرض أول فيلم تجاري بباريس عبر جهاز السينماتوغراف الذي اخترعه الأخوان الفرنسيان أوجست ولوي لوميير، وجمع بين ثلاث وظائف، حيث كان يسجل ويحمض ويعرض الصور المتحركة في آن واحد، ليصبح أول كاميرا عملية للأفلام المتحركة في العالم. وبعد أسابيع من عرض الإسكندرية نظم وكيل لوميير الإيطالي بمصر، هنري ديلو سترولوجو، عرض بالقاهرة ب"حمام شنايدر” بمبنى حليم باشا في ٢٨ نوفمبر ١٨٩٦ . النجاح الهائل للعروض شجَّع مجموعة من المستثمرين الأجانب على إنشاء قاعات للسينما؛ وبالفعل في ١٨٩٧ دشنت أول قاعة سينما في الإسكندرية أطلق عليها "سينماتوغراف لوميير”، تلتها قاعة أخرى في القاهرة بعد عام واحد. بعدها زاد الإقبال على دور العرض حتى أصبح هناك خمس قاعات للسينما في . القاهرة وثلاث في الإسكندرية وواحدة في كل من بورسعيد وأسيوط والمنصورة بحلول عام
١٨٩٧
لقطة من فيلم مصر: الأهرامات وأبو الهول
بدأ الأخوان لوميير في إرسال المصورين حول العالم للترويج لاختراعهم ومشاهد أفلامهم لعرضها في دور السينما الخاصة بهم. وصل المصور السينمائي ألكسندر بروميو إلى مصر في ١٠ مارس ١٨٩٧ للقيام بجولة في البلاد وتصوير مشاهد من الحياة اليومية والمعالم. التقط فيلمه الأول في الإسكندرية بعنوان "ساحة القناصل". ينتقل إلى مدن أخرى و يصور ٣٥ فيلما في هذه الرحلة.
١٩٠٦
أرسل الأخوان لوميير بعثة ثانية إلى مصر بقيادة المصور الفرنسي الجزائري فيليكس ميسجيش، لتصوير المزيد من المشاهد المصرية وبيع آلات التصوير والعرض إلى قاعات السينما المحلية. وتصادف وصول ميسجيش مع افتتاح "سينمافون عزيز ودوريس” حيث عرض الثنائي المغامر عزيز بندرلي وأمبرتو دوريس أول فيلم مصاحب بالصوت باستخدام جهاز
١٩٠٧
في الغالب التقى الثنائي عزيز ودوريس بميسجيش خلال رحلاته بالمدن المصرية، وسرعان ما تعلما المهنة بمهارة محققان نجاحات كبيرة وأصبحا رائدين للتصوير السينمائي في مصر. فأنشآ أول ستوديو أفلام مصري بحي الحضرة بالإسكندرية، وأنتجا أول فيلم محلي بعنوان "زيارة الخديوي لمسجد المرسي أبو العباس بالإسكندرية”، تبعه عدد من الأفلام القصيرة الأخرى. عرضت أفلام ميسجيش للجمهور المصري ولكن لم تعد شركة لوميير محتكرة السوق حيث دخل اختراع إديسون "الكينتوسكوب” السوق وبدأ "باثي” و"جومون” و"إربانورا” وآخرون ببيع المعدات. بعد فترة انخفاض في الشعبية، بدأت الجماهير المصرية تعاود الاهتمام بالسينما.
١٩١١
وبدأت الرقابة: أمر مكتب محافظ القاهرة بمنع الأفلام ذات "الواقعية المفرطة” من قاعات السينما. ما كان يقصده في الحقيقة هو منع المشاهد التي تظهر الفقر وأي وقائع غير لائقة. صدرت تعليمات إلى أقسام الشرطة بالإشراف على جميع الأفلام المعروضة في المقاهي، والفنادق، والمطاعم، ودور عرض الأفلام، والإبلاغ عن المشاهد التي تعرض "مادة خليعة أو محرضة”. فيما بعد أصدرت وزارة الداخلية أوامرًا بخضوع ملصقات الأفلام أيضًا لقواعد الأخلاقيات العامة.
١٩١٢
قام الإيطالي ليوبولدو فيوريلو، الموظف بالهيئة المصرية العامة للمساحة، بتطوير طريقة لترجمة العناوين الداخلية للأفلام الصامتة إلى اللغة العربية. قبل هذه المرحلة كان يرافق عروض الأفلام "مفهماتي”، وهو شخص يقف بجانب الشاشة ليشرح ما يحدث للجمهور مقابل أجر ١٥ قرشاً، حيث تضمنت طريقة فيوريلو كتابة الترجمة على لوائح زجاجية وعرضها من خلال عدسات سحرية على شاشة صغيرة منفصلة. وغالباً ما استمر دور "المفهماتي” للجمهور الأمي.
١٩١٣
أصدر روجيه ليونكافالو في عام 1913 أول مجلة محلية متخصصة في السينما كانت تسمى "سيناجراف جورنال”، ولم تكن بالعربية، ولم يصدر منها إلا أعداد قليلة وفي 1919 حاول جيرونيميديس إعادة إحيائها.
١٩١٧
للمزيد عن سنوات السينما الأولى اقرأ "وفي
التصوير السينمائي الإيطالية المصرية )سيتشيا(” وذلك بمشاركة مجموعة من المصورين الإيطاليين، وأصبح دوريس أول مديرٍ لها، وقامت شركة "سيتشيا” بعد الحصول على تمويل من بنك روما ببناء عدة ستوديوهات صغيرة بأسقف وجدران زجاجية لتوفير إضاءة كافية للتصوير في الأماكن الداخلية. وأنتجت ثلاثة أفلام، مُنع منها فيلم "الزهور القاتلة” بسبب مشهد يظهر فيه القرآن مقلوبًا ولم يكن من الممكن تعديله أو إصلاحه، غالبًا بسبب القيود التقنية في ذلك الوقت. كرهت الجماهير أفلام "سيتشيا” من جميع النواحي، إذ كان الإخراج ضعيفًا، والقصص غير مألوفة، والعناوين الداخلية باللغة الفرنسية والممثلين أجانب باستثناء واحد، وهو محمد كريم الذي لاقى شهرة أكبر في مجال الإخراج رغم كونه أول ممثل سينمائي مصري.
١٩١٩
أغلقت شركة "سيتشيا” أبوابها في ١٩١٩ لكن في نفس السنة أنشأ المصور ألفيزي أورفانللي ستوديو وشركة إنتاج بمعدات من "سيتشيا” أخذها في مقابل أجره المتأخر. وقد تعلم من أخطاء أفلام الشركة الفاشلة، فاستعان بنجم المسرح المصري الشهير فوزي الجزايرلي ليسند إليه دور البطولة في فيلم "مدام لوريتا” من إخراج ليوناردو لاريتشي، ولكن بالرغم من أن الفيلم كان مقتبس عن إحدى مسرحيات فرقة الجزايرلي، إلا أن الجمهور وجد الفيلم الصامت مملاً مقارنة بمسرحيات الجزايرلي الصاخبة الحيوية، لكن في جميع الأحوال كان الفيلم أفضل مما سبقه.
١٩٢٠
أخرج الإيطالي بونفيلي، فيلمًا قصيرًا آخر وهو "الخالة الأمريكانية”، بطولة ممثل المسرح علي الكسار الذي أصبح لاحقًا واحداً من أبرز نجوم السينما. الفيلم كان مقتبسًا عن المسرحية الهزلية الإنجليزية "خالة تشارلي” بقلم براندون توماس. ورغم عدم وجود دليل واضح على مدى شعبية الفيلم بين الجماهير إلا أن القصة أعيد صنعها لاحقًا في فيلم "سكر هانم” بطولة . سامية جمال عام
١٩٢١
الصفحة الأولى من مجلة "السمير المصور”، ويظهر فيها عنوان المقال الذي
تعد أول مجلة باللغة العربية عن السينما في مصر هي "السمير المصور”، والتي أسسها ليون نعمياس وأدارها عمر عبد العزيز أمين، وقد قدمت نفسها كمجلة أدبية واجتماعية وفكاهية، لكنها ركزت بشكل كبير على السينما فعليًا. ففي عدد بتاريخ 22 يناير ١٩٢٢ ، أجاب المحررون على قارئ من مدينة بني سويف قائلين أنهم "أعجبوا للغاية بفكرته لتكوين نادي سينما”، وفي عدد لاحق في نفس الشهر، ذكروا أن "شركة أفلام أجنبية تقوم الآن بإنتاج فيلم في الأهرامات ... فلماذا لا يقوم أحد المستثمرين المصريين بإنشاء شركة قومية للتمثيل السينمائي؟ ... لماذا لا يستثمر طلعت حرب باشا في هذا المشروع الرائع بدلًا من بناء مسرح في الأزبكية في الوقت الذي بدأت فيه الجماهير العزوف عن المسرح، وما السبب وراء عدم امتلاك مصريين لدور عرض سينمائية في الوقت الذي يمتلك فيه أجانب أكثر من ٥٠ قاعة سينما في مصر؟” أسست المجلة لاحقًا نادي تمثيل سينمائي، وبدأت باستقبال العديد من طلبات التقديم، لكنها أفلست في غضون سنة ولا نعرف ماذا حل بمبادرتها. مع ذلك، لم تذهب دعوتها لطلعت حرب رئيس بنك مصر هباءً.
١٩٢٣
العدد الأول من مجلة "الصور المتحركة”.
صدرت أول مجلة سينما متخصصة بالكامل، وهي “الصور المتحركة” للناشر محمد توفيق، حيث كان بها ٢٤ صفحة عن أخبار السينما، وركزت بشكل أساسي على الأفلام الأجنبية. وكان من بين كتابها السيد محمد حسن جمعة، أول ناقد أفلام مصري، ومثلما فعلت "السمير” قبل ذلك، دعت مجلة "الصور المتحركة” لإنشاء شركة أفلام قومية ولعبت دورًا في الترويج لنوادي السينما في أنحاء القطر المصري.
١٩٢٣
إعلانات جرائد لفيلم "في بلاد توت عنخ آمون”. | دار الكتب
كان فيكتور روزيتو يعمل محاميًا ومدافعاً عن فكرة استخدام الأفلام التعليمية القصيرة لإرشاد المزارعين حين فاجأ الجميع بإنتاج أول فيلم روائي طويل مدته ٨٠ دقيقة، وهو "في بلاد توت عنخ آمون”، الذي عُرض لأول مرة في "سينماجيك ماتوسيان”. كان الفيلم يهدف إلى الترويج للسياحة حيث قدم قصة حب درامية تدور أحداثها في أنحاء البلاد، مع مشاهد مصورة في أماكن مشهورة بالإسكندرية والقاهرة ووادي الملوك بالأقصر، وشارك في البطولة أريستيد هيوج أندريه، وجون ماربرت، ويولاند ويريس وفوزي منيب، وصور الفيلم محمد بيومي.
١٩٢٣
اشترى محمد بيومي معدات التصوير وكل ما يلزم لتجهيز ستوديو وأسس شركة "آمون فيلم” بعدما فشل في إقناع المنتجين المحليين بإنشاء شركة سينما قومية. أصدر بيومي ثلاثة أعداد من جريدة آمون السينمائية وثق في إحداها عودة سعد زغلول من منفاه. أنتج بيومي أيضاً فيلم روائي قصير تحت اسم "الباشكاتب”، عام ١٩٢٤ ، من بطولة أمين عطا الله الذي لعب دور موظفاً وقع في غرام راقصة، واختلس كمية كبيرة من الأموال للإنفاق عليها ثم انتهى به الأمر في السجن. حقق الفيلم الذي كانت مدته ٣٠ دقيقة نجاحًا كبيرًا وأصبحت لاحقًا قصة راقصة الكباريه التي تفسد الرجل الخلوق، قصة شديدة الشعبية في السينما.
١٩٢٥
أقنع بيومي طلعت حرب بإنشاء شركة سينما بعد أن قام بتصوير فيلم تسجيلي عن بنك مصر، وتحفز حرب للمشروع بسبب إصرار بيومي ودعوات الصحافة المتزايدة لإنشاء شركة قومية. وتم إنشاء "مصر فيلم” كقسم )في البداية( تحت إدارة شركة إعلانات بنك مصر. ثم سرعان ما أنشأ حرب "شركة مصر للتمثيل والسينما” برأس مال ١٥ ألف جنيهاً. كانت شركة مصر للتمثيل والسينما تعمل في البداية على إنتاج نشرات الأخبار والأفلام التسجيلية قبل الاتجاه إلى الأفلام الروائية. وأنشأت الشركة لاحقًا "ستوديو مصر”. وفي عام 1960 تم تأميم الشركات الثلاث، بنك مصر وشركة مصر للتمثيل والسينما وستوديو مصر.
١٩٢٦
عزمت شركة "ماركوس وشتايجر” الألمانية على إنتاج فيلم عن حياة النبي محمد، على أن يكون بطل الفيلم هو النجم المسرحي يوسف وهبي، واتفقوا بالفعل مع المخرج التركي وداد عرفي، الذي أتى إلى مصر لتنفيذ الفيلم، إلا أن الأزهر اعترض بشدة على المشروع ورفض فكرة تجسيم أدوار الرسل والأنبياء بالأفلام من حيث المبدأ، وتم إيقاف المشروع، وأصبح منع تمثيل الرسل بالأفلام قاعدة من ذلك الوقت. أما عن عرفي فقد قرر المكوث بمصر رغم الواقعة للبحث عن مشروع آخر.
١٩٢٧
لقطات من فيلم "ليلى” لعزيزة أمير.
تنافس فيلمان على لقب أول فيلم روائي مصري طويل: "ليلى” من إنتاج عزيزة أمير، و"قبلة في الصحراء” من إنتاج الأخوين بدر وإبراهيم لاما. عكس الفيلمان الانبهار بقصص الصحراء الرومانسية التي كانت رائجة في هوليوود بعد نجاح فيلمي رودلف فالنتينو "الشيخ” ) ١٩٢١ ( و"ابن الشيخ” ) ١٩٢٦ (، حيث كان كلاهما أيضًا يحكي قصة حب بين رجل بدوي شهم جريء وسائحة زائرة من الغرب، واستطاع فيلم "ليلى” الفوز بهذه المكانة. ففي عام 1927، والذي وصفه المؤرخون بأنه العام الذي ولدت فيه السينما المصرية، أسست عزيزة أمير شركة "إيزيس فيلم”، ونالت لقب “مؤسسة السينما المصرية”. تواصلت عزيزة مع وداد عرفي وكان قد ألف قصة بعنوان "نداء الله” عن فتاة بدوية تُدعى ليلى. وبالرغم من فشل التعاون بينهما، اكتمل الفيلم والذي كان بمثابة مشروع قومي وشخصي لعزيزة أمير، وخرج بعنوان "ليلى” وعرض في سينما "متروبول” في ١٦ نوفمبر ١٩٢٧ . وحضره عدد كبير من الكتاب والفنانين والصحفيين والرموز القومية، وكتبت الصحف عن التصفيق الحاد للجمهور عندما رأوا اسم عزيزة أمير في تتر البداية. فيما هنأ طلعت حرب الذي كان من بين النخبة الحاضرة عزيزة، وقال لها: "لقد حققتِ يا سيدتي ما لم يستطع الرجال أن يفعلوه”. | للمزيد عن عزيزة أمير اقرأ "هُنّ ... الرائدات” لياسمين الضرغامي.
١٩٢٨
لقطة من فيلم الأخوين لاما "قبلة في الصحراء”.
كان العرض الأول لفيلم "قبلة في الصحراء” في 25 يناير 1928، وقام بالبطولة بدر لاما الذي استعرض لياقته ومهاراته في الفروسية. وكان إبراهيم ذو الفقار الممثل المصري الوحيد بالفيلم، وهو لم يظهر إلا في مشهدين غالباً لكي يصنف الفيلم على أنه إنجاز "مصري”. وتحكي أحداث الفيلم قصة "شفيق” البدوي، الشاب القوي الشجاع، الذي وقع في غرام فتاة أمريكية تدعى "هيلدا”. وبعد سلسلة من الأحداث الدرامية، أنقذ شفيق هيلدا من خطر مميت، ثم قبّل شفتيها وعاشا معًا في تبات ونبات. إلا أن الفيلم لم يلق قبولًا من الجمهور الذي رأى أن العديد من المشاهد غير واقعية والأزياء غير دقيقة وتمثيل بدر لاما ضعيف. لكن بالرغم من ذلك، يُعد الفيلم علامة تاريخية، وكان بداية لمشوار الأخوين لاما.
١٩٢٩
لقطات من فيلم آسيا داغر "غادة الصحراء”. | دار الكتب
عرض فيلم "غادة الصحراء”، أول فيلم من إنتاج آسيا داغر، والذي تحاكي قصة إنتاجه ما حدث مع فيلم "ليلى” قبل سنتين. حيث باع وداد عرفي، الذي كان دائمًا ما يبحث عن ممول، نصه إلى آسيا، التي وافقت على إنتاج الفيلم بحيث يتولى بطولته وإخراجه. ومجددًا، بسبب شخصية عرفي الصعبة وطلباته الكثيرة، تضاعفت تكلفة الفيلم أكثر مما كان متوقعًا واختلفا. لكن رغم كل هذه مشاكل، يعد الفيلم علامة تاريخية مميزة، لأنه كان أول ظهور لآسيا كمنتجة، لتصبح واحدة من أكبر منتجي الأفلام في مصر مستقبلاً. وكان أيضًا الظهور الأول لنجم الكوميديا عبد السلام النابلسي والممثلة والمنتجة ماري كويني، إبنة أخت داغر التي كانت طفلة وقتذاك. كما حصل أيضًا الفيلم على الجائزة الكبرى في المعرض الصناعي بدمشق، وهي الجائزة الأولى لفيلم مصري. | للمزيد عن فيلم "غادة الصحراء” اقرأ "ذكرياتي” لماري كويني.
١٩٣١
صور دعائية من موقع تصوير فيلم "زينب”. | دار الكتب
بعد إعجاب المخرج محمد كريم بالقصة التي كتبها الأديب محمد حسين هيكل، وموافقة الآخر على تحويلها لفيلم سينمائي دون مقابل، استطاع كريم إقناع صديقه يوسف وهبي بإنتاج القصة، وأسس وهبي فعلياً شركته "رمسيس فيلم” لإنتاج الفيلم الذي أصبح أول فيلم مصري مقتبس عن رواية أدبية. كانت قصة "زينب” مبنية على أحداث حقيقية وقعت عام ١٩٠٥ . وقد زار محمد كريم قرية كفر غنام لرؤية بيت وعائلة زينب الأصلية قبل اختيار الممثلين، الذين أصبح العديد منهم نجومًا فيما بعد. عُرض فيلم “زينب” عام ١٩٣١ ، وقامت بدور البطولة الوجه الجديد بهيجة حافظ، التي ألفت أيضًا موسيقى الفيلم؛ بينما قام سراج منير بدور حبيب زينب؛ وزكي رستم بدور الزوج العجوز الثري الذي أُجبرت على الزواج منه. أدت نجمة المسرح دولت أبيض دور والدة البطلة. بالرغم من بعض الانتقادات لطول وبطء الفيلم، وإلا أنه حقق نجاحًا كبيرًا، وأشاد النقاد بمهارة محمد كريم في الإخراج. وقام كريم . بإخراج فيلم جديد عن نفس القصة بطولة راقية إبراهيم عام 1952
١٩٣٠
أقامت الحكومة المصرية مسابقة لأحسن نص سينمائي عن مخاطر المخدرات. لكن المشروع لم يكتمل لأسباب غير معروفة. إلا أن في نفس الوقت قدم الشاب توجو مزراحي بالإسكندرية فيلم "الكوكايين” )أو "الهاوية”( عن مخاطر الإدمان، وكان هذا أول عمل للمخرج الشهير. ولعب مزراحي دور البطولة في الفيلم تحت الاسم المستعار "أحمد مشرقي”.
١٩٣١
لقطات من فيلم "صاحب السعادة كشكش بيه”. | إهداء أحمد حامد
بعد النجاح الكبير الذي حققه نجيب الريحاني على خشبة المسرح، لاسيما في مسرحية "كشكش بيه” التي صنعت نجوميته، تعاون الريحاني مع إستيفان روستي على تحويل المسرحية لفيلم سينمائي بعنوان "صاحب السعادة كشكش بيه”، حيث موله الأول وأخرجه روستي، فيما صوره ستيليو كياريني. وقد عرض الفيلم قصة "كشكش” عمدة القرية الساذج الثري الذي كانت نقطة ضعفه النساء الجميلات. وحقق الفيلم الكوميدي نجاحًا كبيرًا في السينما كما حدث في المسرح، واستمرت مسيرة الريحاني في الازدهار وسرعان ما أصبح اسمًا مميزًا في السينما المصرية معروفًا بأفلامه الكوميدية الاجتماعية، وفكاهته الخفيفة الساخرة في مواجهة الأفلام الهزلية التي سيطرت على الساحة الكوميدية في ذلك الوقت. وقد توفي الريحاني في ١٩٤٩ قبل الانتهاء من فيلم "غزل البنات”.
١٩٣١
تمكن المهندس المصري المجري لاديسلاس )محسن( سابو من إنتاج أول جهاز تسجيل صوتي من صنع محلي، حيث كان سابو يعمل على تهيئة آلات العرض الصامت إلى المتطلبات الجديدة للأفلام الناطقة، وسرعان ما أصبح قادرًا على تسجيل الصوت على الأفلام الصامتة. واستطاع بعد ذلك العديد من المنتجين بميزانية قليلة إضافة الصوت إلى أفلامهم محليًا. وكان أول صوت لفيلم سمعه الجمهور المصري هو صوت يوسف وهبي في تتر معلنًا عن فيلمه القادم، أول فيلم مصري ناطق، "أولاد الذوات”.
١٩٣٢
لقطة من فيلم "أنشودة الفؤاد”.
تنافس فيلما "أولاد الذوات” و"أنشودة الفؤاد” على لقب أول فيلم ناطق في السينما المصرية ولكن أيهما عرض أولًا؟ تقول المراجع أن فيلم "أولاد الذوات” عُرض بالقاهرة ١٤ مارس، وتبعه فيلم "أنشودة الفؤاد” في ١٤ أبريل. كان فيلم "أولاد الذوات” بطولة يوسف وهبي وكتابة وإخراج محمد كريم وتصوير جاستون ماردي )من "شركة مصر للتمثيل والسينما”(، وصُورت المشاهد الصامتة في ستوديو رمسيس بالقاهرة بينما صُورت المشاهد الناطقة )نصف الفيلم تقريبًا( بباريس. تتحدث القصة عن زوجين، "حمدي” و"زينب”، و"أمين”، ابن عم زينب، وزوجته الفرنسية "جوليا”. هجر حمدي زوجته زينب هارباً إلى فرنسا مع جوليا زوجة أمين، التي كان على علاقة بها. وفي فرنسا، خانته جوليا مع عشاق آخرين مما أدى إلى دمار حمدي وندمه وعودته إلى مصر مهزوماً. لاقى الفيلم نجاحًا كبيرًا وبقي في دور العرض لمدة غير مسبوقة وصلت أربعة أسابيع. لكن الفيلم واجه اعتراضًا من الجاليات الأجنبية في مصر بخصوص الصورة النمطية الفجة التي تظهر نسائهم بشكل سلبي. أنتجت شركة "أفلام نحاس سفينكس” مع الأخوين بهنا فيلم "أنشودة الفؤاد” الذي صُور في ستوديوهات جومون بباريس. وقد جمع الفيلم بعضًا من أشهر الأسماء في المجال الفني بمصر بما في ذلك المغني ومؤلف الموسيقى المعروف زكريا أحمد؛ ونجمي المسرح المخضرمين جورج أبيض وزوجته دولت أبيض، و نادرة المغنية المشهورة. كان الفيلم من إخراج ماريو فولبي والأغاني التي عرضت في الفيلم من كتابة الشاعر خليل مطران. تتحدث القصة عن الثري "أمين باشا” الذي أحضر عشيقته الراقصة الفرنسية "ميراي” إلى الصعيد، و"حسني” زوج شخصية نادرة الذي كان على علاقة بميراي. توفيت شخصية نادرة أثناء ولادتها لطفلة. وسرعان ما انتهت علاقة حسني تاركة إياه رجلًا محطمًا. ترعرعت الفتاة تحت رعاية أمين باشا، وبعد سنين، تزوجت ابنه لينتهي الفيلم نهاية سعيدة. وبالرغم من أنه من أول الأفلام الناطقة، إلا أن الفيلم لم يلق نجاحًا كبيرًا. حيث كانت القصة بطيئة والأغاني طويلة ومفروضة على الحوار بشكل مصطنع. وهذه المرة، لم يعترض فقط الأجانب، بل المصريون أيضًا على الصورة النمطية المناهضة للنساء الأجنبيات.
١٩٣٣
فاطمة رشدي في بداياتها. | دار الكتب
في نهاية العشرينيات وبداية الثلاثينيات كانت فاطمة رشدي هي الممثلة الأشهر بمصر، إلا أنها أصبحت أيضاً أول مخرجة مصرية حينما قررت تأليف وإخراج فيلم "الزواج”، الذي شاركها بطولته الوجه الجديد محمود المليجي. كانت القصة تقليدية: شخصية فاطمة "سلمى” تحب ابن عمها الفقير "أحمد”. ويجبرها والدها على الزواج بالثري "عزت”. وبعد سنوات، تمرض ابنتها، ويحاول أحمد الذي أصبح طبيبًا إنقاذها وتبوء محاولته بالفشل، بينما يعربد الزوج الغني في الملاهي الليلية. تهرب سلمى في النهاية من منزل زوجها وتنتحر عندما يجبرها أمر المحكمة على العودة. بالرغم من الإشادة بأول إخراج لفاطمة رشدي، وتطرقها لمشكلة قانون "بيت الطاعة”، وجدت الجماهير القصة نمطية وفشل الفيلم. ويذاع أن فاطمة رشدي قد أحرقت جميع نسخه فيما بعد.
١٩٣٣
لقطات من فيلم عبد الوهاب الأول، "الوردة البيضاء”.
ظهر "مطرب الملوك والأمراء” محمد عبد الوهاب في فيلمه الأول "الوردة البيضاء”، الذي أخرجه محمد كريم وتعاون مع سليمان نجيب في تأليفه، حيث كان كريم المخرج الوحيد الذي كان عبد الوهاب يوافق على العمل معه. وتدور قصة الفيلم حول "رجاء” )التي تلعب دورها سميرة خلوصي( وحياتها مع والدها الثري وزوجة والدها الشريرة. وشخصية عبد الوهاب هي "جلال” الشاب الفقير الذي يعمل لدى والدها، ونرى مجددًا قصة حب متعثرة. وبالرغم من أن القصة لم تكن جديدة، إلا أن الأغاني التي دمجت بشكل سلس في المشاهد جعلت محمد كريم رائد الأفلام الموسيقية. ولاقى الفيلم نجاح هائل وحطم الأرقام القياسية حيث ظل في العرض لمدة ستة أسابيع متتالية. وكان أول فيلم يوزع على نطاق واسع خارج مصر.